بين جانيت فغالي المولودة في العام 1927، وبين الاسطورة صباح قصة عشق ووفاء، وبين جانيت وصباح، والشحرورة والاسطورة، وشمس الشموس لا فرق، فكلها اسماء لشخص واحد، ومهما تعددت الأسماء تبقى شمس الاسطورة الشحرورة صباح مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بجانيت ابنة الفغالي.

تألقت الشحرورة صباح في مسيرة فنية طويلة عنوانها النجاح المطلق، فكانت نجمة في حضورها ونجمة في غيابها يوم قررت اعتزال الاضواء، صباح احتجبت عن الاضواء المتلهفة لها والراكضة خلفها والتي يوماً لم يخف بريقها.

بين الضوء والظل قصة عرفت صباح معناها ومغزاها، غابت وصوتها واغنياتها ومواويلها وأوفها ما تزال تصدح في القلوب وفي الاماكن التي وقفت ملكةً على مسارحها.

قلعة بعلبك فتحت لها ذراعيها فغنت بين اعمدتها "قلعة كبيرة وقلبها كبير وبيساع الدني كلها" والدني كلها كانت مسرحاً لنجاحات الصبوحة.

بين "موسم العز" و"دواليب الهوا"، الى"القلعة" و"الشلال" و"ست الكل" و"حلوة كتير" و"فينيقيا"، و"شهر العسل"، و"الاسطورة" بجزئيها الاول والثاني، تنقلت الصبوحة في ادوارها وقدمت اجمل الاغنيات بصوتها، ودارت بها على مختلف مسارح العالمين العربي والاجنبي، هذا اضافة الى اعمالها التلفزيونية والافلام السينمائية، فكانت الحصان الرابح لكل منتج عربي اراد التعامل معها.

الشحرورة صباح ولدت في العاشر من تشرين الثاني- نوفمبر1927، فكانت الشمعة التي أضاءت لتنير حياة الكثيرين ممن عاصروها وعاشوا في كنفها، هي سيدة الذوق والاناقة والكرم.

بقيت طيلة مسيرتها الفنية متألقة على الرغم من الحروب العديدة التي شنت ضدها وما تزال لغاية اليوم من اخبار ملفقة وشائعات وأقاويل، بقيت شامخة كشموخ ارز لبنان، ضحكتها، ابتسامتها، وفرحها، انها سيدة الفرح اينما حلت.

صباح لك منا في يوم ميلادك كل الحب والوفاء، و"الله يطول بعمرك اكثر واكثر" لتبقي نجمة مضيئة في عيون وقلوب المحبين، وحصرمة في قلوب الحاقدين والغيورين، حتى وانت في صومعتك تتسببين للبعض بالقلق والتوتر فيلفقون حولك الشائعات والاكاذيب.. صباح،معك ولك وبصوتك نغني ونردد اغنيتك ونحمل الشموع ونهتف ونقول: "سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا صبوحة".